دريا شانلي: قصة نجاح طبيعية وُلِدت من الشغف

دريا شانلي: قصة نجاح طبيعية وُلِدت من الشغف

يونيو 3, 2025 | سيدانور ألباش


دريا شانلي كيميائية استفادت من سنوات خبرتها لتبدأ مشروعًا يحمل بُعدًا أعمق. انطلقت من تجارب بسيطة في المنزل، لتؤسس لاحقًا علامة تجارية تقوم على العناية، والاستدامة، والإيمان بأن العلم يمكن أن يكون في خدمة الناس بأساليب بسيطة وفعالة.

بدأت رحلة دريا قبل بضع سنوات، عندما أصيبت إحدى صديقاتها بحساسية جلدية بعد استخدام صابون سائل تجاري. استجابت دريا للأمر بصناعة صابون طبيعي في المنزل – وكانت النتيجة فعّالة. شجّعها هذا النجاح على تطوير المزيد من المنتجات، من بينها تركيبة ساعدت لاحقًا صديقة أخرى في مرحلة علاجها.

بالنسبة لدريا، لم يكن الأمر مجرد مشروع تجاري، بل كان سعيًا لصناعة شيء يحمل معنى، ويساهم في نشر الوعي حول الاستدامة. في يونيو 2024، أسّست شركة Şansan Kimya وأطلقت علامتها التجارية Arbre (وتعني "شجرة" بالفرنسية). تتجاوز منتجاتها مفهوم مستحضرات التجميل التقليدية، إذ تعكس التزامًا أعمق تجاه البيئة.

وخلال ثلاثة أسابيع فقط، طوّرت عبوات قابلة للتحلل مصنوعة من ألياف سليلوزية تحتوي على بذور أشجار. فعند التخلص من العبوة، تتحلل طبيعيًا وتُطلق البذور لتنبت من جديد—لتصبح كل عبوة فرصة لزراعة شجرة. كما تتضمّن العبوة رسومات يمكن للأطفال تلوينها، مما يجعل التجربة ممتعة وتعليمية، وتعزز حب الطبيعة في سن مبكرة.

تُصنع منتجات Arbre من مكونات طبيعية وتركيبات تراعي البيئة. وحرصًا منها على تطوير خبرتها، حصلت دريا على شهادة معترف بها دوليًا في العلاج بالعطور (Aromatherapy)، وهي تعمل حاليًا على تطوير مجموعة من مستحضرات التجميل الطبيعية. وتستند في عملها إلى المعرفة التي اكتسبتها خلال دراستها للماجستير ودراستها الحالية للدكتوراه، حيث توظّف هذا العلم في كل منتج تطوره.

رغم أن مشروع دريا لا يزال قائمًا في غازي عنتاب، إلا أن طموحاتها تتجاوز الحدود المحلية. وبدعم من Building Markets، انضمّت مؤخرًا إلى برنامج يهدف إلى تمكين رائدات الأعمال في المناطق المتضررة من الزلزال. من خلال هذا البرنامج، تلقّت تدريبًا في مجال التصدير، واستفادت من جلسات إرشاد فردية، وتم ربطها بمشترين وممثلين عن شركات من دول مثل تركمانستان، العراق، أوزبكستان، المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، ونيجيريا.
وقد ساعدتها هذه الفرص على تطوير استراتيجيتها الدولية، وتعزيز خطة عملها، وبدأت بالفعل في رؤية نتائج ملموسة. وهي تركز حاليًا على إطلاق موقع إلكتروني لتوسيع نطاق أعمالها على المستوى العالمي.

لقد كان دعمكم رائعاً، ودائماً ما تجدون الطريقة المناسبة لكل مشروع. وهذا نوع مهم من الدعم. كما أن نهج فريقك قيّم للغاية؛ فجميع موظفيك رائعون حقاً في التواصل مع الناس وفهمهم."

واجهت دريا خلال رحلتها في مجال ريادة الأعمال العديد من التحديات. لم يكن من السهل عليها أن تثبت نفسها كرائدة أعمال في قطاع يهيمن عليه الذكور في سياقها الثقافي. ومع ذلك، فقد رأت في كل تحدٍ عقبة يجب التغلب عليها وتغلبت عليها بعزم وتصميم.

"أنت بحاجة إلى الشغف لتحقيق النجاح. عندما يكون لدى شخص ما شغف، لا يمكن لأي شيء أن يقف في طريق عمله"، مؤكدةً أن دافعها ينبع من داخلها وليس من الآخرين. كانت عائلتها أيضاً مصدراً كبيراً للتشجيع والدعم خلال هذه الرحلة.

تسبّب زلزال السادس من فبراير في تعطيل خطوات دريا لتأسيس مشروعها. ورغم الأثر النفسي العميق الذي تركه هذا الحدث المؤلم، إلا أنها خرجت منه بدافع جديد: ألا تؤجَّل الحياة، وأن السعي وراء الشغف لا يجب أن ينتظر.

توظّف دريا حاليًا سيدتين، إحداهما سورية. كما أن إحدى موظفاتها من ذوات الإعاقة، وقد اختارت دريا توظيفها عن قصد، إيمانًا منها بأن الشعور بالمسؤولية والاجتهاد الذي يُظهره الأشخاص من ذوي الإعاقة يُعد مصدر إلهام حقيقي. وفي المستقبل، تطمح إلى بناء نموذج توظيف شامل يوفّر فرصًا للأشخاص المُهمّشين مجتمعيًا، أو من لديهم سجل جنائي سابق، أو ممن يواجهون صعوبات في العثور على عمل

وتأمل دريا أن تكون مصدر إلهام لرائدات الأعمال الأخريات.
"يأتي النجاح من العمل الجاد والشغف وتخصيص وقت لأحبائك. فالناس بحاجة إلى التواصل مع بعضهم البعض لتحقيق النجاح"، مؤكدةً على أهمية العلاقات الإنسانية.

يتم تنفيذ هذه الأنشطة بدعم كريم من منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية . أي آراء مذكورة هنا تَعبّر فقط عن وجهة نظر منظمة بلدينغ ماركتس

الصفحة السابقة
الصفحة السابقة

من أزمة إلى أخرى: كيف أعادت ضحى بناء أعمالها مراراً وتكراراً

التالي
التالي

في حال فاتك الأمر حوار لا بد من مشاهدته حول مستقبل الأعمال في سوريا